التعبير عن الفرح عند سماع خبر انسحاب القوات البريطانية أمر كان متوقعا. فطالبان وأنصارها بحاجة لأن يبرهنوا أن تلك هي إشارة على الهزيمة وأنهم يحققون الانتصارات.
أما الواقع فهو في الحقيقة شئ آخر : الإعلان البريطاني هو جزء من تحسين شامل في التموضع والقيادة والتحكم بالقوات في إقليم هلمند.
قال الكولونيل ستوارت توتال لمحطة البي بي سي،وهو الذي قاد أول مجموعة بريطانية من 1200 جندي أرسلت إلى سنجين قبل 4 سنوات :" هذا إجراء للناتو ، والأمر ليس أن البريطانيين يقاتلون هناك بمعزل عن الأمريكيين أو البولنديين أو الكنديين، بل إننا جميعا هناك معا،" وسنجين هي آخر جزء من الإقليم تسلم للأمريكيين بعد قلعة موسى في آذار وسد كاجاكي الشهر الفائت. وأضاف: لا معنى من الناحية اللوجستية والقيادية إبقاء مجموعة قتالية بريطانية بعيدة عن اللواء الرئيسي التي تنتمي إليه، خاصة وأن المنطقة الآن أمريكية والقوات الأمريكية هي التي ستتولى قيادتها."
وهذا يعني من الزاوية العسكرية والواقعية إن خطوة إعادة الانتشار تلك بدأت بداية هذا العام ولا علاقة لها بالخسائر البريطانية التي وقعت الشهر الماضي.
إن هذه الخطوات ستمكن قوات الإيساف والقوات الأفغانية الخاصة من دعم تحسين الإدارة والتنمية والأمن بشكل أفضل، وخاصة في مقاطعات هلمند الوسطى.كما أن إعادة تمركز القوات سيعزز من وزن الجهود قي وسط هلمند ويبسط القيادة و مراقبة الخطوط على طول الحدود الوطنية. بالإضافة إلى أن هذه الخطوة ستؤدي إلى توزيع المهام على ثلاث ألوية تعمل في ثلاث مناطق جغرافية متماسكة.
القوات الأمريكية سوف تكون مسئولة عن المناطق الجنوبية والشمالية من الإقليم، وقوات عمل هلمند تحت القيادة البريطانية تتابع مسئوليتها قي الحزام الأوسط الآهل بالسكان.
" إن التبديل قي القيادة في سنجين ليس هزيمة للقوات البريطانية بأي شكل من الإشكال، بل هو خطوة ملائمة عسكريا ، حسب مايكل كلارك مدير معهد الخدمات المتحدة الملكي، وهو مركز أبحاث مستقل في الأمن والدفاع في لندن. ومع وصول 18000 جندي أمريكي من المار ينز إلى المنطقة في أواخر آب، يصبح منطقيا أن تعيد القوات البريطانية تنظيم نفسها وتعزيز أعدادها في وسط هلمند. فمن شأن ذلك أن يجعل القوات البريطانية أكثر فعالية وأكثر أمنا".
كما نقل كاتب المداخلة هنا، جرى نقاش مطول داخل الحربية البريطانية ، وخلال الحكومة السابقة ، حول مسألة احتمال أن يكون البقاء في سنجين يعني انتشارا مبعثرا يعرض القوات للخطر ، لا سيما وإن عشر القوات البريطانية منتشرة هناك فقط.http://www.guardian.co.uk/uk/2010/ju...al-afghanistan وهذا يبين مرة أخرى إن الخطوة ليست ناتجة عن الخسائر الأخيرة، ولا عن تغيير في القرار أو مؤشر على هزيمة.
لقد أدت عملية مشترك إلى إحراز تقدم هام في الأمن والإدارة والبنية التحتية في وسط هلمند على مدى النصف الأول من العام الحالي . وإعادة انتشار وتمركز اللواء لمدة قصيرة في الإقليم سوف يتيح لنا ضمان المحافظة على هذا التقدم وتوسيعه.
صفاء العشري
القيادة المركزية الأمريكية