ان ما قامت به انجيلا ميركل من تكريم سافر للرسام الدنماركي صاحب الرسوم المسيئة للرسوم الكريم محمد عليه الصلاة والسلام هو عمل متطرف وعنصري يستوجب الرد عليه بكل قوة نحن كشعوب اسلامية بالذات مثل مقاطعة كل البضائع الالمانية ومقاطعة كل الطائرات الالمانية ولكن ما يلفت الانتباه هو إن من يشجع هؤلاء على ارتكاب هذه التصرفات الوقحة، هو الصمت الرسمي العربي والإسلامي، فحين قام الرسام الدنماركي بالسخرية من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لم تقم أي دولة باستدعاء أي سفير أو وزير وتبليغ احتجاجها، وإنما أطلقت العنان للشارع كي يخرج بفوضاه، وقتلاه وجرحاه، ثم يعود الناس إلى بيوتهم محملين بالحنق والغضب والحقد .
إن الصمت في المواقف الرسمية هو الذي قاد ويقود الصهاينة والعنصريين والنازيين الجدد إلى استمراء الاعتداء على المقدسات الإسلامية أيضاً، وكل مراقب يعلم ما تقوم به دولة الكيان الصهيوني من أعمال وإنشاءات يهودية حول المسجد الأقصى، لتكريس يهودية المكان، وهم يعلمون أنهم يقومون ببناء عشرات المعابد والكنس اليهودية، ويقومون بحفريات خطرة للغاية تحت المسجد الأقصى، من دون رد فعل واحد، بينما يواجه الفلسطينيون هذه الأعمال بصدورهم العارية، وأياديهم الخالية إلا من الإيمان بقدسية هذه الأماكن .
إن من المفارقات العجيبة، قيام بعض الأنظمة، بقمع أي قلم يريد التعبير عن رأيه ضد الولايات المتحدة الأمريكية، أو أي دولة أوروبية، وأحياناً الكيان الصهيوني، ألا يستحق ما يحدث في العالم من اعتداءات على صوت الروح العربية والإسلامية، أن يطلق العنان لحرية التعبير للمفكرين والمثقفين؟ أم أننا نحترم حرية رأي الآخر، ولا نحترم حرية رأينا؟