نتابع ونرصد ومنذ اكثر من عشرين عاما التحرشات بالمسلمين والتعدي على مقدساتهم في اوروبا وامريكا وهذه التحرشات تتم تحت غطاء حرية التعبير ، وتقوم وسائل الإعلام الغربية بتضخيمها وتحويلها من أحداث معزولة الى ظاهرة عالمية تتصدر نشرات الاخبار وتدار حولها الندوات والمبرامج والمؤتمرات، وتنتهي في خلاصتها الى إدانة الاسلام والمسلمين. كل هذا يتم ونحن كمسلمين وكعرب نراقبه دونما تصدي فعال وحاسم يوقف هذه المهزلة المدمرة ويضع حدا لها .
إن أخطر ما في هذه الهجمة الصليبية المعاصرة التي بدأت الحكومات الغربية بتبنيها بشكل مباشر هو توصلها الى زعزعة ايماننا بالتضحية من أجل هذا الدين في قلوبنا وخلق حالة من التبلد واللامبالاة بين المسلمين تجاه حملة التهجمات والتعدي على الاسلام .
واخر ما نسمعه عن التعدي الصارخ على رموز الاسلام والتعدي على مقدسات المسلمين . تكريم مستشارة العهر الالمانية " انجيلا ميركل " للرسام الدنماركي صاحب الرسوم المسيئة للنبي " محمد " عليه الصلاة والسلام . وهذا يدل دلالة واضحة ان انجيلا ميركل ترفع الراية الجديدة لحرب صليبية جديدة ضد الاسلام والمسلمين ولكن نحن نتساءل .
لماذا يتمادى هذا الغرب الحاقد -حكومات ومؤسسات مجتمع مدني- في التعدي على مقدساتنا والاحتفاء بكل مغمور او مريض يتخذ من سب الاسلام ورموزه المقدسة جسرا للشهرة ؟؟ لماذا يستقبل كبار المسؤولين في حكومات بعض البلدان الغربية مثل مستشارة ألمانيا انجيلا ميركل ، رسامي الصور المسيئة لنبينا عليه الصلاة والسلام؟؟ لماذا يحتفي كبار المسؤولين في دول الغرب بالمروجين لثقافة كراهية الاسلام في اوروبا وامريكا؟ لماذا تروج دور النشر في الغرب ما يصدر من كتابات رخيصة ومبتذلة عن الاسلام ونبيه، وتنظم لها مهرجانات الترويج وتتسابق وسائل الاعلام على نقلها مباشرة؟ لماذا تحولت اوروبا والغرب الى ملجأ لكل كاتب ضحل التفكير او قصاص مبتذل او حكواتي تافه لم يجد له مكان في براح الفكر الأصيل في بلاد الاسلام ، ويتم الاحتفاء به بعد أن يسخر للتهجم على الاسلام ورموزه من على منابر الغرب الاعلامية؟
هذه الاسئلة وأسئلة كثيرة أخرى حول الموضوع تتمحور الاجابة عنها حول نقطة واحدة، وهي أننا وصلنا الى مرحلة خطيرة من الاستيلاب وفقدان الاحساس بالمسؤولية والغيرة على ديننا ورموزه، وفقدنا القدرة على تحديد الطريق الصحيح لمواجهة هذه الهجمة الغاشمة، رغم امتلاكنا لأسلحة كثيرة وقوية يمكننا من خلالها حسم المعركة لصالحنا. ما ينقصنا اليوم هو قرار داخلي يتخذه كل فرد مسلم بخوض المعركة والتصدي لميركل وكل من تسول له نفسه بالتعدي على الاسلام ومقدساته، قرار لا ينتظر موافقة الحكومات او الحكام المسلمين، يبدا بمقاطعة منتجات المانيا ووقف التعامل مع مؤسساتها وافرادها ، والضغط على الحكومات الاسلامية لاتخاذ موقف رسمي فاعل ضد كل دولة او مؤسسة في اي مكان من العالم تتخذ او تتبنى موقفا معاديا للإسلام أو ينال من رموزه المقدسة. هذا هو الطريق السليم والفاعل الذي يوقف هذه الهجمة ويحمينا من التحول الى أطراف محايدة في معركة تستهدفنا في عقيدتنا ووجودنا كأمة ذات رسالة حضارية إنسانية.