تبنت جماعة الإسلامي الأردني أبو مصعب الزرقاوي في بيان بثه موقع اسلامي على شبكة الانترنت مساء اليوم الاحد 24-10-2004م عملية قتل 49 متطوعا في الجيش العراقي كان عثر على جثثهم اليوم بالقرب من بعقوبة شمال بغداد.
وتمثل هذه العملية أكثر الهجمات التي تعرض لها المتطوعون الجدد في الجيش وقوات الأمن العراقية وحشية ودموية، وقد كشفت في وقت لاحق اليوم تفاصيل الخدعة التي تعرض لها المجندون الذين تم استدراجهم إلى ساحة للإعدام الجماعي في عملية أثارت موجة من الذهول والفزع بين العراقيين ومنتسبي الجيش والشرطة العراقية.
فربما احس المجندون التسعة والأربعين بالجيش العراقي الذين كانوا عائدين لاسرهم بالراحة حين رأوا رجال شرطة عند نقطة تفتيش على طريق في الليل. لكن بعد دقائق كان من الواضح ان الشبان غير المسلحين لن يروا عائلاتهم مرة اخرى.
فقد اجبرهم مسلحون يرتدون زي الشرطة على النزول من حافلات صغيرة كانت تقلهم والانبطاح ارضا على وجوههم، واطلق الرصاص على رؤوسهم في اكثر الهجمات وحشية على قوات الامن العراقية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بصدام حسين العام الماضي.
وقال جاسم السعدي الضابط بالحرس الوطني العراقي لوكالة رويترز للأنباء في بلدة مندلي الشمالية الشرقية قرب الحدود الايرانية والتي نقلت اليها الجثث "لقد وجدنا مذبحة"، واضاف "وجدناهم موزعين على مجموعات كل منها يضم 12 وفي رؤوسهم طلقات رصاص".
ونقلت الجثث بشاحنة الى قاعدة للحرس الوطني في مندلي حيث وضعت في صفوف على رمال الصحراء. وتصلبت الجثث التي كان اصحابها يرتدون سراويل من الجينز او جلاليب تقليدية في الاوضاع التي كانت عليها حين لفظوا انفاسهم وكانت ايدي كثيرين منهم فوق رؤوسهم.
ويمثل الهجوم لطمة كبيرة للحكومة العراقية المؤقتة المدعومة من الولايات المتحدة والتي تحاول اظهار ان قواتها الامنية مستعدة للانتخابات المقررة في يناير/كانون الثاني. وتميزت عملية القتل بالسرعة والكفاءة حيث لم تكن هناك قوات امن على مقربة حين لقي المجندون العزل حتفهم.
وقال مصدر امني عراقي كبير "يبدو ان قوة كبيرة شديدة التنظيم لديها معلومات جيدة نصبت لهم كمينا"، وعثر على 37 جثة للمجندين يوم السبت. واكتشفت على مقربة اليوم الاحد 12 جثة يبدو انها لمجندين قاموا بمحاولة يائسة للهرب.
وكان المجندون ومقرهم كركوش على مسافة 90 كيلومترا شمال شرقي بغداد عائدين الى بلداتهم الجنوبية الفقيرة في ثلاث حافلات صغيرة وقد تركوا بنادقهم وملابسهم العسكرية وراءهم. وسمع قرويون اطلاق النار نحو الساعة الثامنة مساء (17.00 بتوقيت غرينتش) امس، وعثروا في وقت لاحق على الضحايا وابلغوا السلطات.
وبدا اعضاء الحرس الوطني والمارة ذاهلين بينما ينظرون لجثث الشبان الذين بدا انهم في العشرينات من العمر. ولم يستطع احد الرجال تحمل المشهد فأدار وجهه وانخرط في البكاء.
وقد أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العقيد عدنان عبد الرحمن مساء اليوم الاحد, حصيلة القتلى في الكمين وقال إن "37 متطوعا قتلوا واياديهم موثقة والقيت جثثهم على جانب الطريق بينما عثر على 12 اخرين داخل حافلة ركاب اضرمت فيها النيران"، واضاف ان "المتطوعين يتحدرون من محافظات الجنوب وكانوا عائدين الى منازلهم بثلاث حافلات ركاب عندما وقعوا في المكمن في محافظة ديالى".